كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون صينيون تحولاً لافتاً في توجهات روبوت الدردشة الشهير تشاتغبت، حيث لوحظ تطور قيمه السياسية نحو اليمين. وقد أجرى الباحثون تجربة شاملة تضمنت طرح 62 سؤالاً من اختبار البوصلة السياسية على نماذج مختلفة من تشاتغبت، مع تكرار هذه الأسئلة أكثر من 3000 مرة لتتبع تطور الإجابات.
نُشرت هذه الدراسة المثيرة للاهتمام في مجلة العلوم الإنسانية ومجتمعات العلوم الاجتماعية، حيث أظهرت النتائج أن نماذج مثل جي بي تي 3.5 وجي بي تي 4 تميل بشكل متزايد نحو التوجهات اليمينية، رغم احتفاظها ببعض قيم "اليسار التحرري". وتأتي هذه النتائج لتكمل دراسات سابقة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومركز دراسات السياسات في المملكة المتحدة عام 2024.
طرح الباحثون ثلاثة تفسيرات محتملة لهذا التحول: التغيرات في مجموعات البيانات المستخدمة في تدريب النماذج، تأثير التفاعلات المتكررة مع المستخدمين، وتحديثات النظام المستمرة. ويشير الخبراء إلى أن الأحداث العالمية المستقطبة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، قد تؤثر على طبيعة الأسئلة والإجابات المتبادلة بين المستخدمين والنظام.
يحذر العلماء من أن هذا التحول قد يؤدي إلى تقديم معلومات متحيزة، مما قد يزيد من حدة الاستقطاب المجتمعي أو يخلق "غرف صدى" تعزز المعتقدات الشخصية للمستخدمين. ولمواجهة هذه المخاطر، يؤكد الباحثون على ضرورة إخضاع نماذج الذكاء الاصطناعي لرقابة مستمرة وتدقيق منتظم، مع الحرص على نشر تقارير شفافة تضمن توازن وعدالة استجابات روبوتات المحادثة.