تشهد الهند حملة واسعة النطاق ضد ما يسمى بـ "المؤثرين الماليين" المتهمين بتنفيذ عمليات احتيال للإثراء السريع. وقد أثارت هذه الظاهرة قلقًا متزايدًا لدى السلطات الهندية، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشارها.
في قلب هذه القضية، برزت يوتيوبر شهيرة كانت تقدم نصائح مالية وتطلق على نفسها لقب "ذئبة سوق الأسهم". وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز"، فقد جنت هذه المؤثرة ملايين الروبيات من خلال تقديم دورات تدعي أن الطلاب سيشهدون تضاعف أموالهم بسهولة. كما شجعت متابعيها على ترك وظائفهم، واعدة إياهم بـ "عوائد هائلة تصل إلى 300٪".
أكدت السلطات أن هذه العملية تعادل تقديم خدمة استشارات استثمارية غير مسجلة، مما يشكل انتهاكًا للقوانين المالية في البلاد. وتأتي هذه الحملة في إطار جهود أوسع تبذلها الحكومة الهندية لحماية المستثمرين من الممارسات الاحتيالية في الفضاء الرقمي.
لا تقتصر هذه المشكلة على الهند وحدها، بل إنها ظاهرة عالمية. ففي العام الماضي، وجهت المملكة المتحدة اتهامات لنجوم سابقين في برامج تلفزيون الواقع بالترويج لنظام صرف احتيالي. وفي كوريا الجنوبية، تم القبض على 215 شخصًا، من بينهم يوتيوبر مشهورة، بتهمة خداع الآلاف من خلال عملية احتيال تتعلق بالعملات المشفرة.
تؤكد هذه الحوادث على أهمية توخي الحذر عند التعامل مع النصائح المالية عبر الإنترنت، خاصة تلك التي تقدمها شخصيات مؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي. وتدعو السلطات الهندية المواطنين إلى توخي اليقظة والتحقق من مصداقية أي نصيحة مالية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
في ظل هذه التطورات، يتوقع خبراء القطاع المالي أن تشهد الهند المزيد من الإجراءات التنظيمية لضبط نشاط المؤثرين الماليين وحماية المستهلكين من الممارسات الاحتيالية. ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الجهود في وضع حد لظاهرة الاحتيال المالي عبر الإنترنت، أم أنها ستدفع المحتالين إلى ابتكار أساليب جديدة للتحايل على القانون؟