الصين تُثبت تفوقها في مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر بإطلاق نماذج عملاقة

أظهرت الصين مرة أخرى ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، حيث قدمت شركة "DeepSeek" الصينية سلسلة من النماذج الذكية التي تُنافس أقوى ما تقدمه الشركات العالمية في هذا المجال. هذه الخطوة تُؤكد أن الصين ليست فقط لاعبًا رئيسيًا في سباق الذكاء الاصطناعي، بل إنها تتصدره بلا منازع.

قبل ثلاثة أسابيع، أطلقت "DeepSeek" نموذجها العملاق "DeepSeek V3"، الذي يُعادل في أدائه نموذج "GPT-4o" من "OpenAI"، ولكن بتكلفة أقل بكثير تصل إلى 1/11 من تكلفة النموذج الأمريكي. هذا الإنجاز كان كافيًا لإثبات قدرة الصين على المنافسة في هذا المجال، لكن الشركة لم تتوقف عند هذا الحد.

فقد أعلنت "DeepSeek" قبل ساعات عن إطلاق نموذج جديد يُدعى "DeepSeek-R1"، والذي يُعادل في قوته نموذج "O1" من "OpenAI"، ثاني أقوى نموذج تقدمه الشركة الأمريكية. ما يميز هذا النموذج الجديد هو قدرته على "التفكير" لفترة قبل تقديم الإجابة، مما يجعله أكثر دقة وفعالية في التعامل مع المهام المعقدة. وكما هو الحال مع النماذج السابقة، فإن "DeepSeek-R1" مفتوح المصدر أيضًا، مما يسمح للمطورين والباحثين حول العالم بالاستفادة منه وتطويره.

ولم تكتفِ الشركة بهذا الإنجاز، بل قامت أيضًا بإطلاق ستة نماذج "مُقطّرة" (Distilled Models) مشتقة من النموذج الجديد. هذه النماذج الصغيرة الحجم تم تدريبها لنقل "خلاصة خبرات" النموذج الأصلي، مما يجعلها قادرة على العمل على أجهزة ذات مواصفات متواضعة. تتراوح أحجام هذه النماذج بين 10 إلى 100 مرة أصغر من حجم النموذج الأصلي، مما يوفر مجموعة واسعة من الخيارات لمختلف الاستخدامات.

هذه الإنجازات تُظهر أن الصين ليست فقط قادرة على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي عملاقة، بل إنها أيضًا تُقدم حلولًا مبتكرة لجعل هذه التقنيات متاحة للجميع. بإطلاق نماذج مفتوحة المصدر ومُقطّرة، تُثبت "DeepSeek" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون في متناول الجميع، وليس فقط للشركات الكبرى ذات الموارد الضخمة.