هزت أروقة الصحافة الأمريكية استقالة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً حول استقلالية الإعلام وتأثير رأس المال على حرية التعبير. فقد قررت رسامة الكاريكاتير المخضرمة آن تيلنايس إنهاء مسيرتها في صحيفة "واشنطن بوست" العريقة، بعد رفض الصحيفة نشر رسم كاريكاتيري يصور مالكها جيف بيزوس مع مجموعة من كبار رجال الأعمال والمسؤولين التنفيذيين في وضعية ركوع أمام الرئيس دونالد ترامب عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وأثار قرار منع نشر الكاريكاتير تساؤلات عميقة حول دور مالك الصحيفة جيف بيزوس في هذا القرار، خاصة وأن الرسم يظهره في موقف محرج. ورغم محاولات حجب الكاريكاتير عن الجمهور، انتشر العمل الفني بسرعة البرق عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليتحول إلى رمز للنضال ضد القيود المفروضة على حرية التعبير في وسائل الإعلام الكبرى.
وفي بيان استقالتها المؤثر، أكدت تيلنايس أن رفض نشر رسمها يمثل انتكاسة خطيرة لدور الكاريكاتير في مساءلة أصحاب النفوذ والسلطة. وأوضحت أن قرارها بترك الصحيفة جاء احتجاجاً على ما اعتبرته رقابة صارخة تتعارض مع القيم الأساسية للصحافة الحرة والمستقلة. وقد أثار موقفها المبدئي موجة تضامن واسعة في الأوساط الصحفية والثقافية، مؤكداً أن معركة حرية التعبير لا تزال مستمرة حتى في أعرق المؤسسات الإعلامية.