يخوض العالم تغيراً جوهرياً في استهلاك الطاقة الكهربائية مع تزايد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي. فوفقاً للتقديرات الحديثة، من المتوقع أن تستهلك خوادم الذكاء الاصطناعي ما يصل إلى 6٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة بحلول عام 2026. وتأتي هذه الزيادة الكبيرة في وقت يشهد فيه الإنتاج الكهربائي الأمريكي ركوداً عند مستوى 4000 تيراواط ساعة سنوياً منذ عام 2005.
وفي المقابل، تتصدر الصين المشهد العالمي بنمو هائل في إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث ارتفع من 2000 تيراواط ساعة في 2005 إلى 8000 تيراواط ساعة حالياً، متفوقة بذلك على الولايات المتحدة بالضعف. ولمواكبة هذا الطلب المتزايد، تستثمر الصين بكثافة في البنية التحتية للطاقة، حيث تقوم ببناء 28 محطة نووية جديدة، إضافة إلى العديد من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والطاقة الشمسية والكهرومائية.
إن تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الطاقة يتجاوز مجرد الحاجة إلى الرقائق الإلكترونية، فهو يتطلب كميات هائلة من الكهرباء. ومن المتوقع أن يتضاعف استهلاك مراكز البيانات من الطاقة بحلول عام 2026، مما يفرض تحديات كبيرة على البنية التحتية للطاقة ويؤثر على قدرة شركات التكنولوجيا الكبرى على تحقيق أهدافها المناخية.
وفي ظل هذه التحديات، تتجه الأنظار نحو تطوير كفاءة استخدام الطاقة في مراكز البيانات، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وابتكار تقنيات جديدة لتقليل استهلاك خوادم الذكاء الاصطناعي. وسيكون للدول والشركات القادرة على تلبية هذا الطلب المتزايد مع الحفاظ على الالتزامات البيئية ميزة تنافسية كبيرة في السنوات القادمة.