عصر الشك: لماذا لا يثق الأمريكيون في وسائل الإعلام إلى هذا الحد؟

نشر بتاريخ 10/15/2024
مدونة الخبر

كشفت دراسة استقصائية حديثة أجرتها مؤسسة غالوب عن نتائج مثيرة للقلق فيما يتعلق بثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام. فقد وصلت نسبة الأمريكيين الذين يعربون عن ثقتهم في وسائل الإعلام إلى أدنى مستوى لها منذ بدء المؤسسة في جمع البيانات قبل أكثر من خمسة عقود. هذا الانخفاض الحاد في الثقة يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الصحافة في الولايات المتحدة وتأثيرها على الرأي العام.



وما يزيد الأمر إثارة للاهتمام هو الفجوة الكبيرة التي كشفت عنها الدراسة بين مؤيدي الأحزاب السياسية المختلفة. فقد أظهرت النتائج أن 54% من الديمقراطيين لا يزالون يثقون في وسائل الإعلام، في حين أن هذه النسبة تنخفض بشكل دراماتيكي إلى 12% فقط بين الجمهوريين. هذا التباين الصارخ يعكس حالة الاستقطاب السياسي العميق في المجتمع الأمريكي، والذي يبدو أنه قد امتد ليشمل النظرة إلى المؤسسات الإعلامية.

إن هذه النتائج تطرح العديد من التساؤلات الهامة حول أسباب هذا التراجع في الثقة. هل يعود ذلك إلى تزايد انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة؟ أم أن الأمر مرتبط بتغير طبيعة استهلاك الأخبار في العصر الرقمي؟ أو ربما يكون السبب هو تصاعد خطاب "الإعلام المعادي" الذي تبناه بعض السياسيين في السنوات الأخيرة؟

بغض النظر عن الأسباب، فإن هذه النتائج تشكل تحديًا كبيرًا أمام وسائل الإعلام الأمريكية. فاستعادة ثقة الجمهور ستتطلب جهودًا حثيثة لتعزيز الشفافية والموضوعية في التغطية الإخبارية، والعمل على جسر الهوة بين مختلف شرائح المجتمع. كما أن على المواطنين أنفسهم دور في تطوير مهارات التفكير النقدي والتحقق من المصادر لمواجهة تحديات العصر الرقمي.