كشفت دراسة حديثة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن حقيقة مزعجة تتعلق بروبوتات الدردشة الذكية. فقد تبين أن تطبيقات مثل ChatGPT وCopilot وGemini وPerplexity تقدم معلومات مضللة وغير دقيقة بشكل منتظم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأخبار والأحداث الجارية.
وأظهرت نتائج الدراسة أن أكثر من نصف الإجابات التي قدمتها هذه الروبوتات تعاني من مشكلات جوهرية، حيث تراوحت الأخطاء بين تقديم معلومات خاطئة وتحريف الاقتباسات. فعلى سبيل المثال، قدمت هذه التطبيقات معلومات غير صحيحة عن المناصب السياسية الحالية في بريطانيا، وحرفت توصيات صحية مهمة.
ويحذر الخبراء من خطورة هذا الوضع، خاصة مع تزايد اعتماد المستخدمين على هذه التقنيات في الحصول على المعلومات. فقد أكد مالتي بيرسيك، المدير العلمي في جامعة رينيش-ويستفاليان التقنية، على ضرورة توخي الحذر الشديد عند استخدام هذه التقنيات للحصول على معلومات متخصصة.
وفي تطور مقلق آخر، اكتشفت مجموعة "نيوز غارد" انتشار العشرات من المواقع الإخبارية التي تعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتواها. هذا التوجه يثير مخاوف جدية حول مستقبل المعلومات الموثوقة على الإنترنت، خاصة مع صعوبة التمييز بين المحتوى المنتج بواسطة البشر والمحتوى المولد آليًا.
إن هذه التطورات تشكل تحديًا كبيرًا للديمقراطية والرأي العام، حيث يمكن استغلال هذه التقنيات للتلاعب بالآراء السياسية وتوجيه سلوك الناخبين. وقد شهدنا بالفعل أمثلة على ذلك في انتخابات عدة دول، مما يؤكد ضرورة وضع ضوابط صارمة لاستخدام هذه التقنيات في مجال المعلومات العامة.