أثارت لعبة طاولة ألمانية جديدة تحمل اسم "لا فاميليا" موجة من الاستياء والغضب في إيطاليا، حيث اعتبرها كثيرون إهانة لذكرى ضحايا المافيا. اللعبة التي تدور أحداثها في صقلية تتيح للاعبين قيادة عصابات المافيا المتنافسة وتنفيذ عمليات إجرامية، مما دفع الحكومة الإيطالية إلى التدخل.
وفي رسالة قوية، صرح السفير الإيطالي في ألمانيا، فابريتسيو بوتشي، قائلاً: "لا يمكن أبداً اعتبار المافيا مجرد لعبة". وأضاف أن هذا التبسيط يشكل خطراً مزدوجاً: فهو يختزل قضية معقدة في صور نمطية سطحية، ويمس بمشاعر أولئك الذين يخاطرون بحياتهم يومياً في مكافحة المافيا.
وفي خضم هذا الجدل المتصاعد، اضطر مصمم اللعبة ماكسيميليان ماريا تيل إلى الاعتذار عن أي إساءة غير مقصودة، مؤكداً أن هدفه لم يكن أبداً إيذاء مشاعر أحد. لكن السياسيين الصقليين يواصلون مطالبتهم بوقف بيع النسخة الإيطالية من اللعبة.
وتكتسب هذه القضية أهمية خاصة في ضوء التاريخ الدامي للمافيا في صقلية، حيث راح ضحية حروب العصابات في الثمانينيات والتسعينيات أكثر من ألف شخص، بينهم مدنيون أبرياء وأطفال.