في مشهد يعكس التغيير الجذري في المشهد السوري، تحولت شاشة التلفزيون السوري الرسمي، رمز النظام الإعلامي لعقود، إلى منبر جديد تحت سيطرة المعارضة. فللمرة الأولى منذ تأسيسه قبل 64 عاماً، بث التلفزيون السوري نشيداً دينياً، في إشارة واضحة إلى نهاية حقبة وبداية أخرى.
وفي تطور سريع للغاية، سيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في قلب دمشق، معقل النظام السابق. وفي خطوة رمزية قوية، بثت المعارضة بياناً عبر الشاشة الرسمية أعلنت فيه "تحرير دمشق وإسقاط نظام الأسد"، مؤكدة انتهاء حقبة استمرت لعقود.
وفي محاولة لطمأنة السوريين، أعلن فصيل "فتح دمشق" عن إطلاق سراح جميع المعتقلين، مع التأكيد على الحفاظ على ممتلكات الدولة. هذه الخطوة تعكس محاولة المعارضة لإظهار قدرتها على إدارة المرحلة الانتقالية بمسؤولية.
ويحمل استيلاء المعارضة على التلفزيون السوري، الذي تأسس في 23 تموز 1960، دلالات رمزية عميقة. فهذه المؤسسة الإعلامية العريقة، التي ارتبط تاريخها بذكرى "ثورة الضباط الأحرار" وحلم الوحدة العربية، تشهد اليوم تحولاً تاريخياً يعكس التغييرات العميقة في المشهد السوري.