في لقاء حصري بمدرسة العلوم السياسية في باريس، تحدث الكاتب والصحفي الجزائري كمال داود عن تجربته الصحفية الممتدة لأكثر من عقدين، مسلطاً الضوء على التحديات التي تواجه الصحافة في عالم متزايد الاستقطاب.
يروي داود، الحائز على جائزة غونكور 2024، كيف بدأ مسيرته الصحفية في سن الـ24 في جريدة "الوطن" الجزائرية خلال العشرية السوداء. ويؤكد أن التجربة الصحفية في الجزائر تختلف جذرياً عن نظيرتها في فرنسا، موضحاً أن "الصحافة الجزائرية لم تولد حرة، بل ولدت مع حرب التحرير وتحت سيطرة الحزب الواحد".
"الإنسان القوي بقناعاته لا يحتاج للصراخ. يحتاج للعمل والكتابة والإصغاء للآخرين" - كمال داود
ويشدد داود على أن المشكلة الأساسية في الصحافة اليوم تكمن في التوازن بين القناعات الشخصية وواجب نقل المعلومة. ويقول: "عندما تكون صحفياً ملتزماً بقناعاتك، فأنت معرض للاستقطاب من جهتين: قناعاتك النضالية المشروعة تاريخياً من جهة، وواجب الإعلام من جهة أخرى".
وعن تجربته في الكتابة باللغتين العربية والفرنسية، يؤكد داود أن هذه الازدواجية تضعه في موقف صعب، إذ يجد نفسه مطالباً بمراعاة سياقين ثقافيين مختلفين. ويتساءل: "هل ما أقوله في بلدي من نقد اجتماعي، عندما يُنشر في وسيلة إعلام أجنبية، ألا يأخذ معنى آخر؟"
ويختم داود حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على استقلالية التفكير في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه يتجنب هذه المنصات لأنها "تدمر استقلالية التفكير وتجعل الصحفي أسير منطقها وتسلسلها للمواضيع".