"التكنولوجيا كالسكين - يمكن استخدامها للبناء أو الهدم، والخيار يبقى بين أيدينا"
تشكل الكابتولوجيا، ذلك العلم الذي ظهر في جامعة ستانفورد عام 1996 على يد الباحث بي جي فوج، منعطفاً هاماً في فهم العلاقة بين التكنولوجيا والسلوك البشري. وتعني كلمة كابتولوجيا في أصلها "الحواسيب كتقنيات مقنعة"، حيث تدرس كيفية استخدام التقنيات الرقمية للتأثير على سلوكيات المستخدمين وتوجيهها.
يتجلى تأثير هذا العلم في حياتنا اليومية من خلال تطبيقات عديدة، بدءاً من برامج الإقلاع عن التدخين وصولاً إلى تطبيقات تحفيز النشاط البدني والتأمل. وتعتمد الشركات الرقمية على تقنيات متنوعة مثل آلية المكافآت العشوائية، واستغلال حاجة الإنسان للتصديق الاجتماعي، والإشعارات المتواصلة التي تدفع المستخدم للعودة المستمرة إلى التطبيقات.
ومع تزايد تأثير هذا العلم، برزت مخاوف أخلاقية جدية تتعلق بإدمان الشاشات، وتراجع القدرة على التركيز، واحتمالات التلاعب بالسلوك البشري. لذا، بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وجوجل في تطوير أدوات تساعد المستخدمين على التحكم في وقت استخدام التطبيقات، كما يعمل المصممون على تطوير تصاميم رقمية أكثر استدامة ومسؤولية.
يتطلب الاستخدام الأخلاقي للكابتولوجيا احترام استقلالية المستخدمين وإعطاء الأولوية لرفاهيتهم وحماية خصوصيتهم، مع التقييم المستمر لتأثير التقنيات المستخدمة.