إيلون ماسك يبرز كقوة مؤثرة في الساحة السياسية الأمريكية بعد فوز ترامب. رغم عدم تقلده أي منصب رسمي، أصبح الملياردير ورئيس شركات X وتسلا وسبيس إكس شخصية محورية في الإدارة الجديدة، مما أثار اهتمام وقلق المراقبين حول العالم.
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، أصبح ماسك حاضراً في معظم اجتماعات ترامب في مقر إقامته بمار-آ-لاغو، مما يعكس نفوذه المتزايد في الساحة السياسية الأمريكية. وتُوج هذا النفوذ بتعيينه على رأس وزارة الكفاءة الحكومية، في خطوة تثير مخاوف جدية حول تضارب المصالح.
لكن القضية تتجاوز ماسك لتشمل ما يصفه المراقبون بـ"أوليغارشية التكنولوجيا" الجديدة. وكما يحذر فرانكلين فوير في مجلة ذا أتلانتيك، فإن هدف هؤلاء المليارديرات يتجاوز مجرد التحالف الاقتصادي مع ترامب. إنهم يسعون إلى السيطرة على الأنظمة والبرامج التي كانت حكراً على الدولة.
الأرقام تتحدث بنفسها: في عام 2023 وحده، أبرم ماسك ما يقرب من 100 عقد مختلف مع 17 وكالة فيدرالية بقيمة 3 مليارات دولار. وخلال العقد الماضي، حصلت شركتا سبيس إكس وتسلا على عقود فيدرالية تتجاوز قيمتها 15.4 مليار دولار.
وتحذر الصحافة الألمانية، ممثلة في صحيفة زود دويتشه تسايتونج، من خطورة هذا النموذج المتطرف من الرأسمالية. كما يسلط أسبوعية دي تسايت الضوء على دور بيتر ثيل، مؤسس باي بال، في دعم نائب الرئيس جي دي فانس، في علاقة تتجاوز التمويل إلى التأثير الفكري والأيديولوجي.
هذا التحالف بين أباطرة التكنولوجيا وإدارة ترامب يثير مخاوف جدية حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية والفصل بين المصالح الخاصة والعامة، في وقت تزداد فيه قوة وتأثير شركات التكنولوجيا العملاقة.