كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة واسيدا في طوكيو حقيقة مثيرة للاهتمام: التعامل المهذب مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى نتائج أفضل وأكثر دقة. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة في فهم التفاعل بين الإنسان والآلة.



وفقاً للدراسة التي حملت عنوان "هل يجب احترام نماذج اللغة الكبيرة؟"، تم إجراء اختبارات باللغات الإنجليزية واليابانية والصينية. أظهرت النتائج أن نماذج اللغة تحاكي التواصل البشري وتتكيف مع معاييرنا الاجتماعية. فعندما نستخدم عبارات غير مهذبة، تميل الردود إلى أن تكون أقل دقة وأكثر تحيزاً، مع احتمال أكبر لحدوث "الهلوسة" في النتائج.

ومع ذلك، من المهم الحفاظ على التوازن. فالمبالغة في المجاملة والتملق قد تؤدي أيضاً إلى تراجع جودة النتائج. الأمر يشبه التعامل مع شخص غريب - يجب أن نكون مهذبين ولكن باعتدال.

والسؤال المطروح: كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة؟ يشرح الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يبحث عن إجاباته في مصادر بيانات تتناسب مع مستوى التعبير المستخدم. فعندما نتحدث بأدب، يميل النظام إلى استخراج المعلومات من مصادر أكاديمية موثوقة. أما عند استخدام لغة فظة، فقد يلجأ إلى مصادر أقل موثوقية مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات غير الرسمية.

ومن المثير للاهتمام أن بعض المستخدمين اكتشفوا أن اقتراح "إكرامية" افتراضية في نهاية الطلب يمكن أن يؤدي إلى ردود أطول وأكثر تفصيلاً. في الواقع، كلما زادت قيمة "الإكرامية" المقترحة، تحسنت جودة الإجابة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 86% من الرسائل الموجهة إلى روبوتات الدردشة تحتوي على لغة غير مهذبة أو إهانات، خاصة في سياق خدمة العملاء. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، قد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع هذه التقنيات.

تعامل مع الذكاء الاصطناعي باحترام وأدب، كما تحب أن يعاملك الآخرون، وستحصل على نتائج أفضل.