أثار قرار دولة الكويت الأخير بحظر إصدار لعبة الفيديو "Call of Duty: Black Ops 6" جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والترفيهية العالمية. يأتي هذا القرار قبل أيام قليلة من الموعد المقرر لإطلاق اللعبة عالمياً في 25 أكتوبر 2024، مما يعكس حساسية خاصة تجاه الأحداث التاريخية التي تتناولها اللعبة.

تستند اللعبة في أحداثها إلى فترة حرب الخليج عام 1990، وهي حقبة لا تزال تشكل جرحاً عميقاً في الذاكرة الكويتية. تضمنت اللعبة عناصر أثارت حفيظة السلطات الكويتية، من بينها تصوير شخصيات تاريخية بارزة مثل صدام حسين وبيل كلينتون ومارجريت تاتشر، إضافة إلى مشاهد تصور حقول النفط المشتعلة التي تذكر بالدمار الذي خلفته القوات العراقية خلال الغزو.

من جانبها، أكدت شركة أكتيفيجن، مطورة اللعبة، قرار الحظر وأعلنت أنها ستقوم برد قيمة جميع الطلبات المسبقة للعبة في الكويت. وعلى الرغم من ذلك، تبدي الشركة تفاؤلاً حذراً إزاء إمكانية إعادة النظر في هذا القرار من قبل السلطات المحلية.

يعكس هذا القرار عمق التأثير الذي تركه الغزو العراقي على المجتمع الكويتي، حيث أدى إلى تغييرات جذرية في النسيج الاجتماعي والسياسي والديموغرافي للبلاد. وحتى بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على هذه الأحداث، لا تزال حساسية هذه الفترة التاريخية حاضرة في الوجدان الكويتي.